<HR style="COLOR: #ff859a" SIZE=1>
ثملت لغتي من كؤوس الحنظل
وأصبحت كتابة جملة أصعب
بكثير من تحضير العفاريت والجان
حروف تائهة..
وكلمات خجلى..
عاجزة عن وصف حالة الهذيان
تمرد القلم على جراح الماضي
وألم الحاضر..
وأعلن الثورة والعصيان..
خائفاً من غدي أن يشبه يومي
ليقينه أن الغد قادم بأثواب الأحزان
أضغط عنقه بكل قوتي
عله يفرغ ما بجوفي، ويملأ المكان
أُحايل قلمي.. أرشي عقلي
أنفي قلبي..
أتجاهل جروحي النازفة
فوق صفحاتي
فأجدها حية في الوجدان
كيف تغفو العيون
وطبول الشؤم يقرعون
لتتراقص الأشباح
رقصها الباهت فوق السرير
و على الجدران
تحاول نفسي الخروج من جسدي
فيطغي حضور عذاباتي
تطل علي بأوشحتها السوداء
تغزوني من جديد
وتستقر في الكيان
كيف الهروب؟؟
كيف الهروب من دنيا
ما كنت يوما راغب فيها
كيف السبيل لخلاص الروح
من القيدِ .. من السجنِ.. والسجَّان؟
كل الوجوه متشابهة
كل الأفكار مستنسخة
اندثرت لغة الصدق
والكذب أصبح لغة اللسان
ابتذال ما بعده.. ابتذال
ابتذال في الأخلاق
ابتذال في الحبِ
ابتذال في المشاعر
مسرحيات ومناورات لأهدافٍ
يعفُّ عنها الحيوان
استعمرتنا المادة ..
حتى فرقت بين الروح والجسد
لنصبح أشباه بشر..
وتمسي إنسانيتنا بخبرِ كــان.